للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصور هذا النص موقع المدونة عند المالكية اعتماداً لها، فابن رشد - رحمه الله - يقدم لنا المدونة كتاباً معتمداً عند المالكية باختلاف مدارسهم، "أفرغ الرجال فيها عقولهم، وشرحوها وبينوها" (١).

ظهرت المدونة مصرية المولد، ووجدت في إفريقية وتونس المكانة العظمى في الاعتماد؛ فـ "هي أصل المذهب، المرجح روايتها على غيرها عند المغاربة، وإياهم اختصر مختصروها، وشرح شارحوها، وبها مناظراتهم، ومذاكرتهم" (٢)؛ و"لأن المدونة أجل كتب المذهب من إملاء ابن القاسم أجل تلامذة مالك" (٣) كان عليها معتمد أهل القيروان (٤)، وعلى قول سحنون المعول في المغرب (٥).

وكما نالت المدونة اعتماد القيراونيين، نالت اعتماد الأندلسيين؛ فـ "أهل قرطبة أشد الناس محافظة على العمل بأصح الأقوال المالكية، حتى إنهم كانوا لا يولون حاكماً إلا بشرط أن لا يعدل في الحكم عن مذهب ابن القاسم" (٦)، بل انتقل تأثير المدونة إلى المدرسة


(١) ترتيب المدارك (٣/ ٣٠٠).
(٢) المرجع السابق (٣/ ٢٩٩).
(٣) نيل الابتهاج بتطريز الديباج (ص ٤٣).
(٤) طبقات الفقهاء (ص ١٦٠)، ابن خلدون، المقدمة (ص ٢٤٥).
(٥) المرجع السابق.
(٦) نفح الطيب (٤/ ٢٠٢)، وانظر: المعيار (١١/ ٣٧٨).

<<  <   >  >>