للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العراقية المالكية، وإن كان هذا التأثير لم يظهر بشكل واضح إلا متأخراً على يد القاضي عبد الوهاب ابن نصر (١).

"ولعل أي كتاب من كتب المذهب لم يحظ بمثل ما حظيت به المدونة، فلقد افتتن بها الناس افتتاناً، وحفظوها استظهاراً على كبر حجمها، وأكثروا من شروحها، والتعليق عليها واختصارها، فكثرت نسخها، وتطايرت شرقاً وغرباً، واهتبل الناس بها عامة وخاصة، وشرحوا غريبها، ونبهوا على مشكلاتها" (٢).

وباختصار أصبحت المدونة دستور المالكية الذي يحتكمون إليه أياً كانت مدارسهم وعصورهم، حتى قال قائلهم: "ما من حكم نزل من السماء إلى وهو في المدونة" (٣)، "فهي أشرف ما ألف في الفقه من الدواوين" (٤)، "وهي أصل المذهب، وعمدته" (٥)، "فإذا أطلق الكتاب فإنما يريدونها لصيرورته عندهم علماً بالغلبة عليها" (٦)،


(١) ترتيب المدارك (٣/ ٢٤٦).
(٢) محاضرات في تاريخ المذهب المالكي (ص ١٧٧).
(٣) المكناسي، أحمد بن القاضي، جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس (١/ ١٢٧)، نيل الابتهاج (ص ٨١).
(٤) البراذعي، خلف بن القاسم، التهذيب (مخطوطة مصورة)، ورقة رقم (١/أ)، مواهب الجليل (١/ ٣٤).
(٥) مواهب الجليل (١/ ٣٤).
(٦) حاشية عدوي على خرشي (١/ ٣٨).

<<  <   >  >>