للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعبد الملك بن حبيب، مؤلف الواضحة، وزعيم المالكية الأندلسيين في عصره، حين أراد ابن حبيب من القاضي أن يعدل عن رأي ابن القاسم إلى رأي أشهب، فيكون جواب القاضي صريحاً: "ما أعدل عن رأي ابن القاسم، فهو الذي أفتيتموني به منذ قعدت هذا المقعد ... " (١).

وصورة أخرى لمدى تمسك علماء المالكية الأندلسيين برأي ابن القاسم ما ذكر أن أفضل بن سلمة بن حريز (ت سنة ٣١٩ هـ) (٢) لما رجع إلى بلده، "وجد فقهاءها قد تمكن سؤددهم، وتفننهم في المدونة خاصة. فلما جالسهم، وذكر لهم أقوال أصحاب مالك. قالوا: دع هذا عنك، فلسنا نحتاج إليه، طريقنا كلام ابن القاسم لا غيره" (٣).


(١) المقتبس (ص ١٩٢)، وانظر: قضاة قرطبة وعلماء إفريقية (ص ٧٧)، ترتيب المدارك (٤/ ١٤٨).
(٢) فضل بن سلمة بن جرير (جرير): فقيه مقدم حسن النظر، كان من أفقه الناس، وأعرفهم باختلاف مالك ومذهبه، حافظاً متقناً، من أشغف الناس بحب المسائل، وأبصرهم بعلل الوثائق (ت سنة ٣١٩ هـ).
انظر: تاريخ علماء الأندلس، رقم (١٠٤٢)، جذوة المقتبس (ص ٣٢٧)، ترتيب المدارك (٥/ ٢٢١ - ٢٢٣)، بغية الملتمس (ص ٤٤٣)، الديباج المذهب (٢/ ١٣٧ - ١٣٨)، شجرة النور الزكية (ص ٨٢).
(٣) ترتيب المدارك (٥/ ٢٢٢).

<<  <   >  >>