للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا التمسك بقول ابن القاسم يظهر واضحاً في أن عدد المسائل التي خالف فيها الأندلسيون مذهب ابن القاسم لا تتجاوز ثماني عشرة مسألة (١) كما يراها بعض العلماء.

أما مجال التساؤل عن موقف المدرسة المصرية والقيروانية من هذه القاعدة فضيق؛ إذ أن ابن القاسم هو الزعيم الذي لا ينافس للمدرسة المصرية، ومدونة سحنون - رأس المدرسة القيروانية - هي زبدة آراء ابن القاسم ومروياته عن مالك وأكثرها وثوقاً؛ ولذا فعلى رأي ابن القاسم اعتمد "شيوخ الأندلس وإفريقية" (٢).

يقول القابسي: "سمعت أبا القاسم حمزة بن محمد الكناني [ت ٣٥٧] (٣) يقول: إذا اختلف الناس عن مالك، فالقول ما قال ابن القاسم، وبحضرته جماعة من أهل بلده ومن الرحالين، فما سمعت نكيراً من أحد منهم، وهم أهل عناية بالحديث وبعلمه" (٤).


(١) المفيد للحكام فيما يعرض لهم من نوازل الأحكام (ص ٢٧٤).
(٢) تبصرة الحكام (١/ ٤٩).
(٣) حمزة بن محمد الكناني: "الإمام الحافظ، القدوة، محدث الديار المصرية، أبو القاسم الكناني، المصري ... جمع، وصنع، وكان متقناً مجوداً".
مات قبل دخول عسكر المعز مصر بثلاثة أيام، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٧٩ - ١٨١).
(٤) ابن القابسي، علي بن محمد المغافري، موطأ الإمام مالك بن أنس، رواية ابن القاسم، وتلخيص القابسي (حققه وعلقه عليه محمد بن علوي بن عباس المالك، ص ٤٠).

<<  <   >  >>