للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآثار، وتلاقى في كنفه متباعد الأفكار" (١).

وبتعبير آخر، امتزجت في ابن أبي زيد خلاصة أفكار المدراس المالكية باختلاف فروعها واتجاهاتها.

والإمام الباجي - رحمه الله - مثال لأثر الرحلات العلمية في تكوين المنهج الفقهي للعالم، فقد درس الباجي - أول ما درس - على علماء الأندلس، ومدرسة الأندلس آنذاك مدرسة أثرية المنهج "التزمت ... علم الحديث، وفقه الأثر ... على طريقة الموطأ، مخالفة في ذلك طرائق العراقيين، والمصريين، والقرويين من أتباع المذهب المالكي في ما اقتبست طرائقهم من أساليب الجدل الكلامي، وما بنيت عليه من قواعد النظر، وأصول الفقه التي أصلها في العراق القاضي إسماعيل، ثم فتقها أبو بكر الأبهري والقاضي عبد الوهاب" (٢).

رحل الباجي إلى المشرق في رحلة طويلة امتدت ثلاثة عشر عاماً (٣)، تتلمذ فيها على علماء مصر، والحجاز، والشام، والعراق حيث تعمق في درس مناهج الفرع المالكي العراقي، جامعاً في دراسته بين الفقه والحديث (٤)، حتى إذا عاد إلى الأندلس أضحى


(١) أعلام الفكر الإسلامي (ص ٤٧).
(٢) المرجع السابق (ص ٥١).
(٣) ترتيب المدارك (٨/ ١١٧، ١١٨، ١١٩).
(٤) المرجع السابق.

<<  <   >  >>