للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للمؤلف. فالكتابان مرتبطان ارتباطاً وثيقاً؛ حيث إن محور ارتكازهما الموطأ، ويشتركان في أن كلاً منهما يعرض الأحكام المستنبطة من الأحاديث، وآراء الفقهاء عرضاً مقارناً بين المذاهب، غير أن الاستذكار نحا فيه المؤلف إلى "الانحياز، والاختصار، وطرح ما في الشواهد من التكرار". ومن هنا رأى بعض العلماء أن الاستذكار اختصار للتمهيد (١)، والحق أن الكتابين يفترقان منهجاً: فالتمهيد: أتى بأحاديث الموطأ على نسق وترتيب يختلف اختلافاً جذرياً عن الأصل. فقد جاء بالموطأ مرتباً "على حروف المعجم في أسماء شيوخ مالك" (٢)، ومن روى عنهم، والاستذكار بناه على نسق الموطأ، وأبوابه باباً باباً.

ومن حيث المادة العلمية: فالاستذكار يركز على استعراض آراء علماء السلف، وفقهاء المذاهب. واستدلالاتهم، واستنباطاتهم، مع حذف تكراره وشواهده وطرقه، والتمهيد مع تعرضه لفقه الحديث واستنباطاته، وآراء الفقهاء، إلا أنه أولى عناية خاصة بالأحاديث: مسندها، ومقطوعها، ومرسلها، ... وأحوال الرواة وأنسابهم.


(١) نفح الطيب (٤/ ١٦٣). ويرى المحققون لكتاب التمهيد أنه "ليس الاستذكار اختصاراً للتمهيد كما قيل"، انظر: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (مقدمة التحقيق ١/ ٧).
(٢) التمهيد (١/ ٩).

<<  <   >  >>