وابن عبد السلام (١)، فاعتمدوا كتب المصريين ورووا عن المتخرجين بهم ...
" ... وفي القرن الثامن بلغ هذا التواصل العلمي بين مصر وتونس أوجه، فتأكد اشتراك المشيخات، وتبادل الإفادة، والاستفادة، وتناقل التآلف والروايات، واستمر ذلك ممتداً متسعاً، مغرقاً في القرون الموالية، فكان ظهور الشيخ خليل بن إسحاق - الفقيه المالكي - في القرن الثامن وبروز شرحه على (مختصر ابن الحاجب)، الذي سماه (التوضيح) ثم بروز مختصره الفقهي الجامع الذي نال إعجاب أهل المغرب، ممكناً لمصر منزلتها عند فقهاء المالكية بتونس، كما كان في كتاب (التوضيح) أثر ظاهر للمشيخة التونسية في اعتماده على شراح ابن الحاجب الزيتونيين: ابن عبد السلام، وابن هارون ... ، وفي المختصر أثر واضح لمتقدمي الفقهاء الأفارقة
(١) ابن عبد السلام، أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن يوسف الهواري، ممن برع في المعقولات، وقام على حفظ المنقولات، وعلم، وفهم، وأدب، وهذب، كان إماماً، حافظاً، متفنناً في علمي الأصول والعربية، صحيح النظر، قوي الحجة، عالماً بالحديث، له أهمية الترجيح بين الأقوال، لم يكن في بلده مثله، (توفي سنة ٧٤٩ هـ). انظر: تاريخ قضاة الأندلس (ص ١٦١ - ١٦٣)، الديباج المذهب (٢/ ٣٢٩ - ٣٣٠)، نيل الابتهاج (ص ٢٤٢)، الحلل السندسية (١/ ٥٧٧ - ٥٨١)، شجرة النور الزكية (ص ٢١٠)، الفكر السامي (٢/ ٢٤١)، تراجم المؤلفين التونسيين (٣/ ٣٢٥ - ٣٢٨).