مثل: اللخمي، وابن يونس، والمازري، وهم ثلاثة من الأربعة الذين بني على اختيارهم مختصر خليل كما هـ مبين في خطبته.
وما ظهر مختصر خليل حتى أقبل الناس عليه بالحفظ، والدراسة، وتعليق الشروح، ورسخت مكانته في دراسات جامع الزيتونة رسوخاً لم ينقطع بعد ... ، ودرس المختصر بتونس، وجميع البلاد المغربية ... ، وتتابع عليه الشراح، والدارسون، والمعلقون من بعد، فكان من أصول كتب الدراسة بجامع الزيتونة قروناً متتالية، ومرجع القضاء والفتوى الذي لا محيد عنه، وكان حفظه متناً عن ظهر قلب شائعاً بين الطلبة، وسارت شروحه [التونسية والمغربية] التي صنفت من بعد بمصر.
وقابل ظهور خليل بمصر ظهور شيح الزيتونة وإمامها ابن عرفة (١) بتونس، واشتهاره بتحقيق الفقه المالكي نظراً ونقلاً ... ، فكانت
(١) ابن عرفة، محمد بن عرفة الورغمي، التونسي، شيخ الشيوخ، بقية أهل الرسوخ، له التصانيف العزيزة، والفضائل العديدة، انتشر علمه شرقاً وغرباً، فإليه الرحلة في الفتاوى، والاشتغال بالعمل والرواية، حافظ المذهب، ضابط قواعده (توفي سنة ٨٠٣ هـ). انظر: الديباج المذهب (٢/ ٣٣١ - ٣٣٣)؛ السخاوي، محمد بن عبد الرحمن، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (٣/ ٢٤٠ - ٢٤٢)، نيل الابتهاج (ص ٢٧٤ - ٢٧٩)، شذرات الذهب (٧/ ٣٨)، الحلل السندسية (١/ ٥٦١ - ٥٧٧)، شجرة النور الزكية (ص ٢٢٧)، الفكر السامي (٢/ ٢٤٩ - ٢٥٠)، أعلام الفكر الإسلامي (ص ٦٣ - ٦٩)، تراجم المؤلفين التونسيين (٣/ ٣٦٣ - ٣٧٠).