للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتضح أهمية الجواب على هذا السؤال، حين تختلف المدارس في تشهير قول دون آخر، أو يختلف علماء المذهب المعتمدون فيما بينهم اختلافاً فردياً في الحكم بتشهير قول دون آخر.

نص علماء المالكية على أنه: "إذا اختلف المصريون والمدنيون قدم المصريون غالباً، والمغالبة والعراقيون قدمت المغاربة" (١)، و"تقديم المصريين على من سواهم ظاهر؛ لأنهم أعلام المذهب، لأن منهم ابن وهب، وقد علمت جلالته، وابن القاسم، وأشهب، وكذا تقديم المدنيين على المغاربة؛ إذ منهم الأخوان (٢). ويظهر تقديم المغاربة على العراقيين؛ إذ منهم الشيخان" (٣).

ولعل تقديم المغاربة على العراقيين يتأكد في ضوء ما قدمناه من أن أكثر اعتماد العراقيين على رواية ابن عبد الحكم في حين اعتمد


(١) حاشية العدوي على الخرشي على خليل (بهامش الخرشي على خليل ١/ ٤٩)، والقاعدة المذكورة تنسب إلى القاضي سند بن عنان.
انظر: المالكي، محمد عابد، القول الفصل في تأييد سنة السدل (ص ٢٧).
(٢) (*) الأخوان: مطرف، وابن الماجشون.
(٣) حاشية العدوي على الخرشي على خليل (بهامش الخرشي على خليل) (١/ ٤٩)، الشيخان: ابن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، انظر: الدردير، أحمد، الشرح الكبير (بهامش حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ٢/ ٤٨٢)، وتقدم أن الشيخين يراد بهما أيضاً ابن أبي زيد، وأبو بكر الأبهري، وهذا غير مناسب هنا لأن الثاني (عراقي).

<<  <   >  >>