للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يطلبونه: علم الحديث أو علم الفقه. وأثر هذين التخصصين ظاهر في القاصدين له: فمنهم من جاء يطلب الفقه، ومنهم من تخصص للحديث، وآخرون جمعوا بين التخصصين، وقلة يحضرون للاستفتاء فقط (١)، ومن ثم كان أغلب تلاميذه محدثين وفقهاء؛ وإن غلب على بعضهم جانب أحد التخصصين فاشتهر به ولم يشتهر بالتخصص الآخر.

فمحمد بن الحسن الإمام الحنفي (٢) يروي الموطأ عن مالك، و"رأس المال لفقه الإمام محمد في المبسوط وغيره هو الموطأ، وإلا فالآثار التي يرويها عن الإمام أبي حنيفة لا تكفي جميع مسائل الفقه، وكثيراً ما يقول محمد في موطئه: وبه أقول، وبه كان يقول أب وحنيفة" (٣) (٤).


(١) انظر: ترتيب المدارك (٢/ ١٣، ١٤، ١٥)؛ ابن عاشور، محمد الفاضل، ومضات فكر (٢)، (ص ٦٠).
(٢) محمد بن الحسن الشيباني: "صاحب أبي حنيفة، كان فقيهاً، عالماً، كتب عن مالك حديثه، وله رواية للموطأ مشهورة باسمه، لازم أبا حنيفة، ثم أبا يوسف بعده، وهو راوية أبي حنيفة وابي يوسف القائم بمذهبهما، كتبه المشتملة على ظاهر الرواية أساس المذهب وعمدته (ت ١٨٩ هـ) ". الانتقاء (ص ١٧٤ - ١٧٥)؛ وانظر: الكوثري، محمد زاهد، بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني.
(٣) تسهيل دراية الموطأ (ص ٢٣ - ٢٤) ت.
(٤) (*) أبو حنيفة: النعمان بن ثابت، مؤسس المذهب الحنفي، رأى الإمام مالك وباحثه في أمور من الفقه، اشتهرت مدرسته بمدرسة أهل الرأي، ومدرسة العراقيين (ت ١٥٠ هـ).
انظر: الانتقاء (ص ١٢٢ - ١٧٢)؛ الصيمري، حسين بن علي، أخبار أبي حنيفة وأصحابه.

<<  <   >  >>