للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثمينة، والذي يرى مؤلفه أنه اختصار حذا فيه منهج الغزالي في وجيزه، وإن كانت المقارنة توضح فروقاً جذرية في المادة العلمية.

لعل من أوضح هذه الفروق أن الوجيز مع تركيزه في ذكر آراء الشافعية تركيزاً موجزاً غاية الإيجاز، شارك بين الشافعية والمذاهب الأخرى كما أشار إليه الإمام الغزالي في مقدمته، في حين ... يكز ابن شاس على اختلاف أصحاب مالك، ولا يخرج عن نطاق المذهب إلا نادراً" (١).

اتسع هذا المنهج في الاختصار بالتنقيح، والتنظيم، والتهذيب، مع وضوح التعبير، وضوحاً لا يحتاج في فهمه إلى زيادة شرح أو إيضاح، فلم يسمع عن شرح لكتاب الجواهر (٢).

في دور الاستقرار تطور هذا المنهج الاختصاري، وتحول تدريجياً إلى اختصار يضم مادة علمية واسعة في تعبيرات وكلمات موجزة.

يعرف علماء المالكية المنهج الاختصاري الذي اتبعوه في مختصراتهم في هذا الدور بأنه: "رد الكثير إلى القليل، وفي القليل معنى الكثير" (٣)، وبلفظ آخر أكثر دقة: "اختصر الكلام: إذا أتى


(١) ابن شاس، عبد الله بن نجيم، عقد الجواهر الثمينة (تمهيد التحقيق ١/ ٣٧) وانظر: (ص ٤٥).
(٢) المرجع السابق.
(٣) مواهب الجليل (١/ ٢٤).

<<  <   >  >>