للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالمعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة من غير إخلال بالمعنى" (١)، وهو منهج اتبعه علماء المالكية في مختصراتهم في هذا الدور إلا أن بعضهم بالغ في الاختصار، حتى أصبح الكتاب يضم مادة علمية واسعة في كلمات وتعبيرات موجزة جداً تصل أحياناً إلى مستوى الألغاز، مما يحتاج إلى شرح وحاشية.

فكتاب جامع الأمهات لابن الحاجب إيجاز لمادة علمية واسعة سعة لا تقل عن المادة المستوعبة في كتاب عقد الجواهر الثمينة لابن شاس، خاصة إذا سلمنا بما يراه البعض من أن جامع الأمهات لابن الحاجب اختصار لكتاب عقد الجواهر، وهو أمر لا يعترف به ابن الحاجب (٢).

بلغ الاختصار المركز أوجه بظهور مختصر خليل، والذي اختصر فيه كتاب ابن الحاجب، وتوالت على مختصر خليل الشروح والحواشي، بل والمختصرات، حتى أضحت مؤلفات الفقه النظري لا تكاد تتجاوز هذه الدائرة، مما حدى ببعض العلماء المؤرخين للفقه الإسلامي إلى اعتبار هذا المنهج من أسباب هرم الفقه المالكي (٣).


(١) الخرشي على مختصر خليل (١/ ٣٤).
(٢) انظر الآراء في ذلك في: نفح الطيب (٧/ ١٤٥ - ١٤٦)، عقد الجواهر الثمينة (تمهيد التحقيق ١/ ٤٦ - ٤٨).
(٣) انظر: الفكر السامي (٢/ ٣٩٨ - ٤٠٤).

<<  <   >  >>