للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واضطهادهم الكثير، إلا أنها كافحت في سبيل البقاء، وصمدت لكل عوامل الظلم والاستبداد، حتى إذا "ضعفت دولة العبيديين ... ظهروا [المالكية]، وفشوا عليهم، وصنفوا المصنفات الجليلة، وقام منهم أئمة جلّة طار ذكرهم بأقطار الأرض، ولم يزل الأمر على ذلك إلى أن خرجت القيروان، وأهلها، وجهاتها، وسائر بلاد المغرب مصفقة على هذا المذهب، مجتمعة عليه، لا يعرف لغيره قائم" (١).

وقد تعرض المذهب المالكي في المغرب إلى كثير من الهزات السياسية؛ نتيجة اختلاف الدل والحكام، إلا أنه صمد لكل هذه الهزات (٢).


(١) ترتيب المدارك (١/ ٢٦).
(٢) يذكر المؤرخون للمذهب أنه في عهد يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن (من الموحدين، ت ٥٩٥ هـ) "انقطع علم الفروع، وخافه الفقهاء، وأمر بإحراق كتب المذهب" .... كمدونة سحنون، وكتاب ابن يونس، ونوادر ابن أبي زيد، ومختصره، وكتاب التهذيب للبراذعي، وواضحة ابن حبيب، وما جانس هذه الكتب .. ".
انظر: المراكشي، عبد الواحد، المعجب في تلخيص أخبار المغرب (ص ٢٧٨ - ٢٧٩).
وانظر ما حدث للمذهب المالكي في تونس في العهد التركي: شجرة النور الزكية (ص ٤٥٠).

<<  <   >  >>