للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدونة: مالكية الفقه والمنهج، "فكان سحنون بهذا الصنيع هو الذي رد الفقه المالكي إلى طريقته المدنية الأولى، مع الحفاظ على ما أفاده أسد من لقاح جديد بطريقة العراق" (١).

أسفر التعاون العلمي بين الثلاثي المالكي: ابن القاسم، وأسد، وسحنون، عن ولادة أكثر الكتب الفقهية اعتماداً عند المالكية منذ تأليفها إلى زماننا، وأصبح الثنائي: ابن القاسم، وسحنون حجري الزاوية في مدرسة مالك الكبرى قديماً وحديثاً، حتى إن القول بأنهما مهندسا المذهب ومرسخا أصوله بعد مؤسسه، لا يعدو الحقيقة بحال.

من ناحية أخرى: شَرَّق تأثير المدرسة المصرية فأثرت تاثيراً لا يدحض في المدرسة البغدادية العراقية من خلال مؤلفات ابن عبد الحكم خاصة، "فقد روى الأبهري وهو عراقي، سماع ابن عبد الحكم وهو مصري" (٢)، ويقول الأبهري - وهو أحد أئمة المدرسة المالكية العراقية -: "قرأت مختصر ابن عبد الحكم خمسمائة مرة، والأسدية خمساً وسبعين مرة" (٣).

أما مدرسة الأندلس فقد تميزت بأنها من أوائل المدارس المالكية ظهوراً خارج المدينة، لا ينافسها في ذلك إلا مدرسة القيروان وتونس،


(١) أعلام الفكر الإسلامي (ص ٢٨).
(٢) ومضات فكر (٢)، (ص ٦٦ - ٦٧).
(٣) ترتيب المدارك (٦/ ١٨٦).

<<  <   >  >>