أما الصبر على طاعة الله، وعن المعصية فهو باختيار الإنسان، وأمَّا الصبر على أقدار الله، فالأقدار بغير اختياره، فقد يَبتلي الله العبد بأقدار تحتاج إلى صبر ومصابرة من أجل أن يستكمل مراتب الصبر. ومنه إلقاء الجسد على كرسي سليمان عليه الصَّلاة والسلام.
٤ - ومن فوائدها: أنّ الأنبياء عليهم الصَّلاة والسلام لا بد أن يرجعوا إلى الله، وينتبهوا، وهذا مستفاد من قوله تعالى: {ثُمَّ أَنَابَ (٣٤)} بخلاف غيرهم، فإنهم قد يُبتلون بالذنوب، ولا يرجعون عنها، وهذا هو الفرق بين الأنبياء وغيرهم: أنّ الأنبياء معصومون عن الاستمرار في المعاصي، أما غيرهم، فلا.
٥ - ومن فوائدها: أنّ مسلوب التصرف والسُّلطة كأنه جسدٌ بلا روح، لقوله:{وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا}، وهذا على أحد الأقوال الأربعة التي ذكرناها.