في دينه، أو أمانته، وتصرفه، وهو يعلمُ من نفسه القدرة على القيام بها على أحسن حال، أو على الأقل بوجه أحسن مما كانت عليه، فلا بأس أن يسألها، لأنّ غرضه بذلك غرضٌ عملي وإصلاحي وليس غرضه شخصياً.
أمّا إذا لم يكن هنالك سبب، أو يعرف الإنسان من نفسه أَنَّه ضعيف لا يستطيع القيام به، فلا يسأل، ولا يجوز أن يسأل.
٦ - ومن فوائد هذه الآية: الثّناء على الله تعالى بأنه وهّاب يُعطي العطاء الكثير لقوله: {إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥)}.
٧ - ومن فوائدها: التوسُّل إلى الله تعالى بالاسم المناسب لما يدعو به لأنَّ قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥)} يناسب قوله: {وَهَبْ لِي} وهذا هو أحد معاني قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨٠] فإن أحد معانيها أن تجعلها وسيلةً لما تدعو به، فإن أردتَ أن تسأل المغفرة تقول: يا غفور، أو الرحمة فتقول: يا رحيم ... وهكذا.
ثم قال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (٣٦)}.
١ - من فوائد هذه الآية: بيان قدرة الله عزَّ وجل، وكمال سلطانه، حيث سخّر الرِّيح وذلَّلها.
٢ - ومن فوائدها: عموم سلطان الله عزَّ وجل على الجماد والحي وغير ذلك؛ لأنَّه أمر الرِّيح، وهي جماد، فامتثلت.
٣ - ومن فوائدها: أنّ الله تعالى قد يسخِّر شيئًا من الكون لعبدٍ من عباده، كما سخَّر الرِّيح لسليمان عليه السَّلام، فإنَّه من الجائز أن يسخِّرها لغيره، إذا دُعي.