للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتوسُّل إلى الله بالعمل الصالح: كقصة الثلاثة الذين لجؤوا إلى الغار، فانطبقت عليهم الصخرة، فتوسَّل كل منهم بعمله الصالح (١).

أما التوسُّل الممنوع: فهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يجعله وسيلة، لا شرعًا ولا قدراً، وهذا التوسل محرّم. وهو نوع من الاستهزاء بالله عزَّ وجل، كأنَ الإنسان يتقدَّم بشيء يجعله وسيلة، وهو ليس بوسيلة، فكأنّه يستجهل الله عزَّ وجل.

٦ - ومن الفوائد: بيان إجابة الله عزَّ وجل للدعاء، وهو دليل على منته على عباده لقوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ}.

٧ - بيان قدرة الله عزَّ وجل حيث أنبع الماء من ضرب الرِّجل.

٨ - إثبات الأسباب لقوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} ولو شاء الله تعالىٍ لأنبع له الماء بدون الركض بالرِّجل، ولكنّ الله تعالى جعل ذلك سبباً.

٩ - أنّ الله تعالى قد يجعل السبب الضعيف الذي لا يقوم بالمسبَّب سببًا مؤثِّراً، كما أنّه قادر على أن يمنع السبب المؤثِّر فلا يؤثِّر؛ فالركض بالرجل ليس من العادة أن يُنبع الماء، والإلقاء في النَّار من العادة أن يحرق، فإبراهيم عليه الصَّلاة والسلام أُلقي في النَّار ولم يحترق، وأيوب عليه الصَّلاة والسلام ركض برجله الأرض


(١) انظر "مسند الإمام أحمد" ١٩/ ٤٣٨ (١٢٤٥٤) حديث أنس: أن ثلاثة نفر ...

<<  <   >  >>