للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بعض أهل العلم: ينبغي للإنسان عند فعل الطاعة أن يُغلِّب جانب الرجاء، وعند الهم بالمعصية أن يُغلِّب جانب الخوف، لأنه إذا فعل الطاعة فقد فعل سبب الرجاء، وإذا فعل المعصية فقد فعل ما يكون سببًا للخوف.

وقال بعض العلماء: ينبغي في حال الصحة أن يغلب جانب الخوف، وفي حال المرض أن يغلب جانب الرجاء حتى يموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل.

ولعل القول الوسط هو أن الإنسان إذا فعل المعصية أو هَمّ بها غلَّب جانب الخوف، وإذا فعل الطاعة أو هَمَّ بها غلَّب جانب الرجاء. وهذا قول طيب، ولكن ليس قولنا: أن يغلب جانب الرجاء أو الخوف ألا يكون لديه شيء من الطرف الآخر، بل يجمع بين هذا وهذا، لكن الكلام على التغليب.

٣ - ومن فوائد هذه الآيات: أن الطاغين مآبهم شّر مآب، بخلاف المتقين فإن مآلهم أحسن مآب. الطاغون مآلهم شر مآب، لأن مآلهم إلى جهنم -والعياذ بالله- وقد ذكر الله تعالى من أنواع العقوبات في هذه الدار ما يكفي ردعًا للمؤمن عن المعصية.

٤ - من فوائد قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (٥٦)} أن من أسماء النار جهنم.

٥ - ومن فوائدها: أن هؤلاء يصلونها، أي: يقعون في صلاها، أي: حرها الذي لا يمكن أن يبرد أبدًا، لكن مع ذلك ورد أنهم يطاف بهم أحيانًا في زمهرير شديد البرودة وأحيانًا في نار شديدة الحرارة.

<<  <   >  >>