٦ - ومن فوائدها: الثناء بالقدح على هذه الدار، أي: ذمّ هذه الدار، أما الجنة فإن الله تعالى قال:{وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}[النحل: ٣٠] فمدح دار المتقين، أما هذه فقال هنا: {فَبِئْسَ الْمِهَادُ (٥٦)} فأثنى عليها بالقدح والقبح والسوء.
٧ - من فوائد قوله تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (٥٨)} أن أهل النار -والعياذ بالله- يذوقونه، أي: العذاب، بين حميم وغساق، أي: يسقون ماءً حارًا وصديد أهل النار الغساق -والعياذ بالله-، والإنسان منهم {يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}[إبراهيم: ١٧].
٨ - ومن فوائدها: تنويع العذاب للطغاة لقوله: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (٥٨)} أي: أصناف متنوعة من العذاب، وهذه الأصناف مذكورة في الكتاب والسنة فمن أحب أن يراجعها فليراجعها في الكتب المؤلفة في ذلك.
٩ - ومن فوائد الآيات: أن أهل النار يتنازعون فيما بينهم ويتخاصمون ويتلاعنون، كما دخل فوج لعن الثاني {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا}[الأعراف: ٣٨] وهنا يقول الله تعالى: {هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ (٥٩)}.
١٠ - ومن فوائدها: أن الأتباع والمتبوعين من أهل النار كلهم يكونون في النار، فلا يعذر هؤلاء بتبعيتهم للسادة والكبراء، ولكن هذا ليس على إطلاقه، فإنه قد دلت النصوص على أنه لا يعذب أحد حتى تقوم عليه الحجة، وعلى هذا فيحمل الأتباع هنا على الأتباع