مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)} وقد سبق تفسيرها. بأن المعنى: هل أنت استكبرت في نفسك، وأنت لست أهلًا للعلو، أو كنت عاليًا في أصلك حتى تمتنع عن السجود، أم أنت أكبر وفي مرتبة عالية أعلى من آدم حتى تمتنع عن السجود؟
٢٢ - ومن فوائدها: تنزيل الأشياء منازلها كقوله: {أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)} لأن العالي إذا كان عاليًا على غيره فإنه لا يمكن أن يُنزَّل حتى يكون أنزل مِن غيره، بل كل أحد يُنزَّل في منزلته.
٢٣ - ومن فوائدها: بيان الدعوة الكاذبة التي ادعاها إبليس في قوله: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}.
٢٤ - ومن فوائدها: أن الإنسان قد يعمَى عن الحق فيستدل بما هو حجة عليه، يظن أنه حجة له لقوله: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦)}.
٢٥ - ومن الفوائد: أن من قدَّم العقل على السمع فإنما هو متبع لخطوات الشيطان، لأن الشيطان قدَّم ما يدعي أنه عقل على السمع فأخطأ في ذلك، فهكذا كل من قدم العقل على السمع سواء في العلميات وهي علم العقائد، أو في العمليات فإنه مشابه لإبليس، متبع لخطواته، واعلم أن كلَّ بليه تقع من تحريف الكلم عن مواضعه، والاستكبار عن عبادة الله وغير ذلك فأصله من إبليس.
٢٦ - ومن الفوائد: إقرار إبليس بأن الله هو الخالق لقوله: {خَلَقْتَنِي}{وَخَلَقْتَهُ}.