للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحقّ بأوصاف الباطل فإن حقيقته أن تعود هذه الأوصاف إليه، فأيهما أشد عجباً رجل يدعو إلى توحيد الله، وآخر يدعو إلى الإشراك به ونفي التوحيد؟ أيهما أعجب؟ ولهذا نقول: والله إن الشيء العجاب أن تنكروا توحيد الله، وأن تَدّعوا أن لله شريكاً. هذا هو الشيء العجاب. أما رجل يدعو إلى توحيد الله الذي دلت عليه الفطرة، ودلت عليه الآيات الكونية والشرعية، فإن هذا ليس بعجاب، بل العجاب فعلكم أنتم.

٤ - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: استعمال المؤكدات في الكلام، وأنه من الأساليب اللغوية، لقولهم: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} فهم أكدوا هذه الجملة بمؤكدين بـ "إن" واللام {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}.

فوائد قوله تعالى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (٦)}.

١ - في هذه الآية دليل على تخوّف هؤلاء من تأثير دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيهم، ولهذا كانوا يتواصون بالصبر على آلهتهم، وكانوا يتواصون بالبقاء والثبات على طريقتهم، وكانوا يتواصون بالهروب من الأماكن التي يدعى فيها إلى التوحيد. كل هذا يؤخذ من قوله: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ}.

٢ - ومن فوائد الآية: أن أهل الباطل يَحِنّون على باطلهم، ويحافظون عليه ويخافون من تزعزعه، لقوله: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُم} وهكذا أهل الباطل تجدهم دائماً يحوطون

<<  <   >  >>