للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} أي: فليجعلوا أسباباً يرتقون بها، ويصلون إلى السماء. ومعلوم أن هذا التحدي لا يمكن لهم أن يحققوه.

ثم قال المؤلف: [الموصلة إلى السماء، فيأتوا بالوحي، فيخصوا به من شاؤوا] بناء على قولهم: {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا} يعني إذاً فارتقوا إلى السماء، وأنزلوا الوحي، وخصوا به من شئتم.

ثم قال المؤلف:"أم" في الموضعين بمعنى همزة الإنكار]، الإنكار الذي بمعنى النفي. ثم قال: ليس عندهم خزائن الله وليس لهم ملك السماوات والأرض بل هم خالون من هذا كله.

الفوائد:

١ - من فوائد هاتين الآيتين: إبطال حجة هؤلاء الذين قالوا: {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا} وذلك لأن انزال الوحي على شخص ما هو من فضل الله عليه، ومن خزائن رحمته، وهذا لا يملكه هؤلاء المقترحون، لأن الأمر والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.

٢ - ومن الفوائد: إثبات هذين الاسمين من أسماء الله: العزيز والوهاب، وإثبات ما تضمناه من صفة، فالعزيز تضمن صفة هي العزة، وأقسامها ثلاثة كما مر علينا في التفسير، والوهّاب تضمن صفة هي الهبة الكثيرة، وما أكثر هبات الله عزّ وجلّ، وتضمن القدرة؛ لأنه لا يهب إلا القادر، وتضمن الغنى؛ لأن مَن لا شيء عنده لا يمكن أن يهب، وتضمن الكرم، لأن البخيل لا يهب. ودلالة الوهاب على الهبة من باب دلالة التضمن، وعلى الهبة

<<  <   >  >>