الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق، والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد. أولى الناس بالرحمة من احتاج إليها فحرمها.
من لم يدر قدر البلية لم يرحم أهلها. كفاك أدباً لنفسك ما كرهته لغيرها. مجالسة الأحمق غرر والقيام عنه ظفر. لا تسأل عما لم يكن فإن في الذي قد كان شغلاً. البخل جامع لمساوي العيوب وهو زمام يقاد به إلى كل سوء. إذا صلح القلب وصح العمل كان التوفيق. إحراز العواقب بالاجتهاد، والاجتهاد أربح بضاعة. التوفيق خير قائد كمال العمل التوفيق من ترفق في استتمام الحظ من النعمة أدرك وبلغ، مقاربة الناس في أخلاقهم آمن من غوائلهم، لا تنظر إلى أحد بالموضع الذي رتبه فيه زمانه، ولكن انظر إليه بقيمته في الحقيقة فإنها مكانه الطبيعي. أبعد الناس سفراً من سافر في طلب أخ صالح. ليست البركة من الكثرة ولكن الكثرة من البركة.
وقال داود عليه الصلاة والسلام: إذا كان ما ترى من الجهل يغيظك إذن يكثر الجهل ويطول غمك. قيل لبزرجمهر: ما لكم لا تعاتبون الجهلة؟ قال: لأننا ما نريد من العميان أن يبصروا. العشق مرض نفس فارغة لا همة لها. إجالة الفكر واستخراج الفطنة تتبع الإساءة بالندم وتتبع الندم بالإقلاع. الأمن بالبراءة وكثرة الصديق بالتواضع. وأعم الأشياء نفعاً فقد الأشرار. من بذر عداوة حصد ندامة. السمنة للنساء غلمة وللرجال غفلة. قال المسيح عليه الصلاة والسلام: ما حلم لمن لم يصبر عندالجهل وما قوة لمن يرد الغضب، وما عبادة لمن يتواضع للرب سبحانه. عبادة النوء كالمجيء في غير وقت والجلوس فوق القدر. إذا وقعت الضرورة ارتفعت المشورة.
قيل لحكيم: أخرج الهم من قلبك. قال: ليس بإذني دخل. من اغتر بحاله قصر في احتياله. إياكم وطلب الأمور من غير وجوهها فيعييكم طلبها ولا تدركوا حظاً منها. هيئة الزلل تورث الحصر. وقيل لحكيم: لأي شيء تزوجت امرأة دميمة وأنت وسيم؟ قال: اخترت من الشر أقله. وقيل لحكيم: ما تقول في الزواج؟ قال: لذة شهر وهم دهر ووزن مهر ودق ظهر. فتنة عالم إلى إبليس خير من غواية ألف رجل جاهل. تمني المعاتب ولا تمني المعاذير. الموالاة في الإسلام بمنزلة الحلف في الجاهلية. سب الجاهل للحكماء تشريف لهم عند أهل الفضل، لأن الجاهل منسوب إلى فعله، وكما أن الحكيم يتألم بحديث الجاهل كذلك الجاهل يتألم لسماع الحكمة. أغنى الناس عن الحقد من عظم قدره عن المجازاة. الكبير الهمة من الرجال من كان عنف الناصح عنده ألطف موقعاً من ملق الكاشح. إن كانت الجدود من الحظوظ فما بال الحرص، وإن كانت الأمور ليست دائمة فما بال السرور، وإن كانت الدار الدنيا غدارة فما بال الطمأنينة؟ وقال الشعبي: ما رأيت الله سبحانه وتعالى أعطى عباده من أجل الحلم. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: خمس من لم تكن فيه فلا ترجه لشيء من أمر الدنيا والآخرة: من لم يعرف الوثيقة في أرومته والدماثة في خلقه والكرم في طبعه، والنبل في نفسه والتحاقر عند ربه. وقال أبو عبد الله بن حمدون: كنت مع المتوكل لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة هشام بن عبد الملك، فنظر إلى قصورها ثم خرج فرأى ديراً قديماً هناك حسن البناء بين مزارع وأشجار وأنهار، فدخله فبينا هو يطوف إذ بصر برقعة قد التصقت في صدره، فأمر بقلعها فإذا فيها هذه الأبيات: