وأبناء أملاك غواشم سادة
صغيرهم عند الأنام كبير
إذا لبسوا أدارعهم فعوابس
وإن لبسوا تيجانهم فبدور
على أنهم يوم اللقاء ضراغم
وأنهم يوم النوال بحور
ليالي هشام بالرصافة قاطن
وفيك ابنه يا دير وهو أمير
إذا العيش غض والخلافة لدنة
وأنت طروب والزمان غدير
وروضك مرتاد ونورك مزهر
وعيش بني مروان فيك نضير
بل فسقاك الغيث صوب سحائب
عليك لها بعد الرواح بكور!
وعزيت نفسي وهي نفس إذا جرى
لها ذكر قومي أنة وزفير
لعل زماني جار يوماً عليهم
لهم بالذي تهوى النفوس يدور
فيفرح محزون وينعم بائس
ويطلق من ضيق الوثاق أسير
رويدك إن اليوم يتبعه غد
وإن صروف الدائرات تدور!
فلما قرأها المتوكل ارتاع وتطير وقال: أعوذ بالله من شر أقداره. ثم دعا صاحب الدير فسأله عمن كتبها فقال: لا علم لي به. وأما الكتب وصفاتها فتجل عن بلوغ الوصف ولقد أحسن ابن الجهم في قوله:
سمير إذا جالسته كان مسلياً
فؤادك عما فيه من ألم الوجد
يفيدك علماً أو يزيدك حكمة
وغير حسود أو مصر على الحقد
ويحفظ ما استودعته غير غافل
ولا خائن عهداً على قدم العهد
زمان ربيع في الزمان بأسره
يبيحك روضاً غير ذاوٍ ولا جعد
تنور آداباً بورد بدائع
أخص وأولى بالنفوس من الورد
وأنشد بعض الأعاجم:
إذا ما خلا الناس في دورهم
بخمر سلاف وخود كعاب
وآنستهم لحساب الليال
صفاء الندامى وزهو السحاب
خلوت وصبحي كتب العلوم
وبيت عروسي بيت الكتاب
ودرس العلوم شراب العقول
فدوروا علي بذاك الشراب
وما يجمع المرء في دهره
سوى العلم يجمعه للثواب
ومن أحسن ما ينشد في الكتب:
إذا ما خلوت من المؤنسين
جعلت المؤانس لي دفتري
فلم أخل من شاعر محسن
ومن عالم صالح منذر
ومن حكم بين أبياتها
فوائد للناظر المفكر
وإن ضاق صدري بأسراره
وأودعته السر لم يظهر
وإن صرح الشعر باسم الحبيب
فلم أحتشمه ولم أحصر
وإن عدت من ضجر بالهجا
وسب الخليقة لم أحذر