للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٢٩٢] حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا جريرٌ (١)، عن منصورٍ (٢)، عن إبراهيمَ (٣)؛ في قولِه عزَّ وجلَّ: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ}؛ قال: كلُّ راكبٍ في معصيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فهو [من خَيلِ] (٤) إبليسَ، {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ}؛ قال: كلُّ مالٍ أُخِذَ بغيرِ حقٍّ، {وَالْأَوْلَادِ}؛ قال: أولادُ الزِّنا.


(١) هو: ابن عبد الحميد.
(٢) هو: ابن المعتمر.
(٣) هو: النخعي.

[١٢٩٢] سنده صحيح، لكن عزاه السيوطي مع الحديث السابق للمصنِّف على أنه من رواية مجاهد، كما عزاه لابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم مع اللفظ السابق، ولم يذكر السيوطي قولًا لإبراهيم النخعي في هذه المعاني المذكورة، وقد ذكر ابن كثير في "تفسيره" (٩/ ٣٩ - ٤١) الأقوال التي قيلت في هذه الآية، ونسبها لأصحابها، ونسب هذا القول لمجاهد، وابن عباس، ولم ينسبه لإبراهيم النخعي.
كما أن ابن جرير أخرجه في "تفسيره" (١٤/ ٦٥٨ - ٦٦٠) من طريق محمد بن حميد، عن جرير، عن منصور، عن مجاهد، بنحو ما هنا؛ لكنه فرقه في ثلاثة مواضع، فالذي يظهر أن قوله: "إبراهيم" خطأ في النسخة هنا، والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (٧٣) من طريق شبل بن عباد، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}؛ قال: بالمزامير، {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ}؛ قال: كل راكب ركب في معصية في خيل إبليس، وكل راجل في معصية في رجل خيل إبليس.
(٤) ما بين المعقوفين جاء رسمه مشكلًا في الأصل بسبب محاولة التصويب بين "خيل" و "رجل" فيما يظهر، فأصبحت الكلمة هكذا تقريبًا: "من رَخلل"، وتحت اللام الأولى نقطتان، وأزيلت نقطة الخاء بما يشبه الفتحة، والراء المفتوحة ملحقة بين قوله: "من" وما بعدها مع ارتفاعها بسبب ضيق المحلّ. ولا يبعد أن يكون هناك سقط حصل بسببه هذا الإشكال، ويكون صواب العبارة - كما في بعض كتب التفسير -: "كل راكب في معصية الله فهو من خيل إبليس، وكل راجل في معصية الله فهو من رجل إبليس".

<<  <  ج: ص:  >  >>