(٢) الظاهر - والله أعلم - أن المراد أن ابن عمر - رضي الله عنه - ومن رُويت عنه هذه القراءة؛ إنما يمتثلون الأمر فيها، فيتبعون الآية الأولى بالتسبيح تنفيذًا لأمر الله، وليس المقصود أنهم يقرؤون: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى" بدل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}؛ ويؤكد ذلك سياق الآثار عنهم عند الطبري وغيره؛ فلفظ الطبري في الموضع الأول: عن ابن عمر؛ أنه كان يقرأُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}: سبحان ربي الأعلى الذي خلق فسوى. ويدل على هذا الفهم أيضًا رواية الطبري عن ابن عباس؛ أنه كان إذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} يقول: "سبحان ربي الأعلى"، وإذا قرأ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠)} [القيامة: ٤٠]؛ يقول: سبحانك اللهم وبلى. وهذا ما حققه القرطبي رحمه الله في "تفسيره". انظر: "تفسير القرطبي" (٢٢/ ٢٢٠ - ٢٢١)، و"معجم القراءات" للخطيب (١٠/ ٣٨٥ - ٣٨٦). (٣) رسمها في الأصل: "قرات" بالتاء المفتوحة، وهي لغة صحيحة، تقدم التعليق عليها في الحديث [١٥٥٦].
[٢٤٤٣] سنده صحيح عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، وأمَّا سنده عن أُبَيٍّ - رضي الله عنه - فمرسل؛ فإن سعيد بن جبير لم يلق أبيًّا ولم يسمع منه؛ فقد استُشهد سعيد بن جبير سنة خمس وتسعين، عن تسع وأربعين سنة؛ كما في "تهذيب التهذيب" (٢/ ١٠)، وكانت وفاة أبيّ بن كعب سنة اثنتين وثلاثين أو قبلها، على خلاف في ذلك بين أهل العلم؛ كما في "التقريب". وقد اختلف على سعيد بن جبير، فمنهم من جعله عنه عن ابن عباس موقوفًا، ومنهم من رفعه، ومنهم من وقفه على سعيد بن جبير، والصواب أنه عن سعيد، عن ابن عمر كما في رواية المصنِّف؛ لأن أبا بشر أوثق في سعيد بن جبير من =