وقد روى الحاكم هذا الحديث في "المستدرك" في موضعين آخرين؛ فقال في (٢/ ٢٣٧): حدثنا علي بن عيسى الحيري، حدثنا أبو بكر محمّد بن النضر الجارودي، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ونصر بن علي الجهضمي؛ قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، به، مرفوعًا. وهذا خطأ بلا شك بسبب جمعه بين رواية عبد الأعلى بن حماد ونصر بن علي؛ يوضح ذلك أن الحاكم قال في (٢/ ٤٧٠): حدثني علي بن عيسى، ثنا محمّد بن النضر الجارودي، ثنا نصر بن على، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، به، موقوفًا على ابن عباس. وقد نقل الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "إتحاف المهرة" (٨٤٨٩) فذكر الروايتين الموقوفتين: رواية ابن خزيمة، ورواية علي بن عيسى الثانية، ولم يذكر رواية علي بن عيسى المرفوعة التي قرن فيها عبد الأعلى بن حماد مع نصر بن علي الجهضمي. والله أعلم. والأثر في "تفسير مجاهد" (١٩٨٨) من طريق ورقاء بن عمر، عن عطاء بن السائب، به، موقوفًا. وأخرجه أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" (٥/ ٢٠٨) من طريق شريك بن عبد الله القاضي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: "سبح اسم ربك الأعلى" من صحف إبراهيم وموسى. وأخرجه الفريابي - كما في "الإتقان" (١/ ٢٦٢) - وابن جرير في "تفسيره" (٢٤/ ٣٢٣)؛ من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن أبيه، عن عكرمة: قوله: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (١٩)}؛ يقول: الآيات التي في {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}. وهذه الرواية لا تعارض رواية عكرمة للحديث عن ابن عباس؛ لاحتمال أن يكون عكرمة يقوله من نفسه حينًا، ويجعله عن ابن عباس حينًا آخر، والله أعلم.