للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الحَسنَ (١) يقولُ: كان لرَجُلٍ من أصحابِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ديْنٌ على رجلٍ من المُشركينَ، فأتى يَتقاضَاهُ، فقال: ألستَ مع هذا الرَّجلِ؟ قال: نعم (٢)؛ مع محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -. فقال: أليسَ تَزْعُمُ (٣) أنَّ لكم جَنَّةً ونارًا وأموالًا وبنينَ؟ قال: بلى. قال: اذْهَبْ، فإنِّي لستُ بقاضِيك إلا ثَمَّةَ. فأُنزلتْ {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا ... } (٤) إلى قولِهِ: { ... وَيَأْتِينَا فَرْدًا}.

[١٤٠٦] حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، قال: نا الأَعمشُ، عن مسلمِ بنِ صُبَيْحٍ، عن مَسروقٍ، عن خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ؛ قال: كنتُ رجلًا [قَيْنًا] (٥)، وكان لي على العاصِ بنِ وائلٍ دَيْنٌ، فأتيتُه أتقاضَاه،


(١) هو: البصري.
(٢) كذا في الأصل، وكذا في "الدر المنثور". والجادة هنا أن يكون الجواب بـ "بلى" - كما في الموضع التالي - لأن الاستفهام منفي، ولكنه هنا استفهام تقريري، والاستفهام التقريري إذا جاء قبل النفي فالأكثر أن يجاب بما يجاب به النفي المجرد؛ فيكون في الإثبات "بلى" وفي النفي "نعم". ويجوز عند أمن اللبس أن يجاب بما يجاب به الإثبات، فيكون جوابه "نعم" كما وقع هنا؛ أي: نعم، أنا معه. وقد صرح بذلك هنا فقال: "نعم، مع محمد"، ولم ترد "مع محمد" في "الدر المنثور". وانظر: "مغني اللبيب" (ص ٣٣٥ - ٣٣٧)، و"خزانة الأدب" (١١/ ٢١١ - ٢١٨).
(٣) في "الدر المنثور": "يزعم".
(٤) ما بين المعقوفين من "الدر المنثور" وليس في الأصل.
(٥) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فأثبتناه من مصادر التخريج.
والقين: الحداد ثم استعمل في الصائغ .. "مشارق الأنوار" (٢/ ١٩٧).

[١٤٠٦] سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (١٥/ ١٢٧) للمصنِّف وأحمد والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وابن مردويه والبيهقي في "الدلائل".
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٣/ ١٥١)، وأحمد (٥/ ١١١ رقم ٢١٠٧٥)؛ عن أبي معاوية، به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>