قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وتقدم أن عطاء بن السائب اختلط، والرواي عنه هنا هو محمد بن فضيل، وهو ممن روى عنه بعد اختلاطه - فيما يظهر - فقد خالفه سفيان بن عيينة كما سبق، فلم يذكر سعيد بن جبير في سنده، وسفيان سمع من عطاء قبل الاختلاط، وقد قال أبو حاتم الرازي - كما في "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٣٣) - عن رواية ابن فضيل عن عطاء: "وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويه عن التابعين، فرفعه إلى الصحابة". والحديث في "تفسير مجاهد" (ص ٩٨٢) من طريق ورقاء بن عمر، وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٣٤) من طريق شعيب بن صفوان؛ كلاهما (ورقاء، وشعيب) عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، بلفظ مقارب. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (١٦/ ١٩١ - ١٩٢) من طريق أحمد بن محمد النسائي، عن أبي سلمة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وأبو سلمة هذا هو المغيرة بن مسلم القَسْمَلي، ولم أجد من نص على أنه روى عن عطاء بن السائب، فضلًا عن معرفة كونه روى عنه قبل الاختلاط أو بعده. وهذا إن كان عطاء هو ابن السائب، فإنه لم ينسب في رواية ابن جرير، وأما إن كان غيره، فإن ابن أبي حاتم قال في "المراسيل" (ص ٢٢٣ رقم ٨٤٢): "سئل أبو زرعة عن المغيرة بن مسلم عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أصبح مرضيًا لوالدته"؟ فقال أبو زرعة: "المغيرة لم يسمع من عطاء شيئًا، وهو مرسل". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٢/ رقم ١٢٤٣٧)، و "الأوسط" (٥٤٦٦)؛ من طريق أبي شيبة، عن عمران بن أبي عمران، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به، مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. وسنده ضعيف جدًّا؛ فأبو شيبة هذا هو إبراهيم بن عثمان العبْسي، وهو متروك الحديث كما في "التقريب". وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (٦٢٢) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، =