ويشهد لهذا: ما جاء في "تفسير السمعاني" (٤/ ١٦٢)، وغيرِهِ؛ قال السمعانيُّ: "وقوله: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، الأكثرونَ على أنَّ المراد منه: إلى مَكَّةَ، وقالوا: هذه الآيةُ نزلَتْ على رسولِ الله وهو بالجُحْفَةِ، والجحفةُ منزلٌ مِنَ المنازلِ بين مكةَ والمدينة؛ فالآية ليستْ بمكيَّة ولا مدنيَّة، وفي بعض التفاسير: "أنَّ النبيَّ لما هاجَرَ مِنْ مكة إلى المدينة، سار في غيرِ الطريقِ خوفًا من الطلبِ، ثُمَّ إنَّه لما أَمِنَ، عاد إلى الطريق، فوصَلَ إلى الجحفة، ورأى الطريقَ الشَّارعَ إلى مكة؛ فاشتاقَ إليها؛ فجاءَ جبريلُ عليه السلام فقال: إنَّ ربَّك يقول: وتشتاقُ إلى مكةَ وتَحِنُّ إليها؛ قال: نعم؛ إنها أرضى ومَوْلِدِي؛ فقال: إنَّ ربَّكَ يقولُ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، يعني: رادُّكَ إلى مكةَ ظاهرًا على أهلها". وانظر: "تفسير ابن أبي زمنين" (٢/ ١٧). وانظر وجه الجمع بين الأقوال الواردة عن ابن عباس - رضي الله عنه - وغيره، في "تفسير ابن كثير" (٦/ ٢٦٠ - ٢٦١).