للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولو شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ، مَسِسْتُ. فَالْتَفَتُّ إلى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ


= والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٧/ ١٩٨)، وعزاه للمصنف والبزار، وقال: "ورجاله لا بأس بهم؛ إلا أن الدارقطني ذكر له علة تقتضي إرساله".
وقد ذكر هذه العلة غير الدارقطني، فقد ذكر ابن أبي حاتم في "كتاب العلل" (٢٧١٣) أنه سأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث؛ فقالا: هذا خطأ؛ إنما هو كما رواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب الداري؛ قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - ... مرسلً، وذكر الحديث. فقال: هذا الحديث هو الصحيح. ا هـ.
وقال أبو الشيخ بعد أن أخرجه في "العظمة": "ورواه ابن المبارك عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل معناه، وهو الصحيح".
وقال البيهقي بعد أن رواه في "الدلائل": "هكذا رواه الحارث بن عبيد، ورواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد ... ".
وقال في "شعب الإيمان": "ورواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عطارد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواية حماد بن سلمة هذه أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (ص ٧٣ رقم ٢٢٠) عنه، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في ملأ من أصحابه، فأتاه جبريل فنكت في ظهره ... "، ثم ذكر الحديث. وهذه الرواية مرسلة كما نص عليه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٩٤ رقم ٥٩٧)؛ لأن محمد بن عمير هذا ليس له صحبة، وجزم بأنه مرسل أيضًا العسكري وابن حبان؛ كما في "الإصابة" (١٠/ ٧٤).
ولكن يشكل عليه أن يزيد بن هارون رواه عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، به؛ أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٥٤). ووالد محمد بن عمير هذا قال عنه ابن حجر في الموضع السابق من "الإصابة": "وأما أبوه فلا أدري: هل له إدراك، أم لا؟ فإني لم أجد أحدًا ممن صنف في الصحابة ذكره، وأخلق به أن يكون أدرك العهد النبوي" ا هـ.
والذي يظهر - واللّه أعلم - أن رواية يزيد بن هارون هذه خطأ منه أو من حماد أو ممن دون يزيد، والصواب ما رواه ابن المبارك عن حماد؛ لأن إبراهيم بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>