وقد ذكر هذه العلة غير الدارقطني، فقد ذكر ابن أبي حاتم في "كتاب العلل" (٢٧١٣) أنه سأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث؛ فقالا: هذا خطأ؛ إنما هو كما رواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب الداري؛ قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - ... مرسلً، وذكر الحديث. فقال: هذا الحديث هو الصحيح. ا هـ. وقال أبو الشيخ بعد أن أخرجه في "العظمة": "ورواه ابن المبارك عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل معناه، وهو الصحيح". وقال البيهقي بعد أن رواه في "الدلائل": "هكذا رواه الحارث بن عبيد، ورواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد ... ". وقال في "شعب الإيمان": "ورواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عطارد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواية حماد بن سلمة هذه أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (ص ٧٣ رقم ٢٢٠) عنه، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في ملأ من أصحابه، فأتاه جبريل فنكت في ظهره ... "، ثم ذكر الحديث. وهذه الرواية مرسلة كما نص عليه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٩٤ رقم ٥٩٧)؛ لأن محمد بن عمير هذا ليس له صحبة، وجزم بأنه مرسل أيضًا العسكري وابن حبان؛ كما في "الإصابة" (١٠/ ٧٤). ولكن يشكل عليه أن يزيد بن هارون رواه عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، به؛ أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٥٤). ووالد محمد بن عمير هذا قال عنه ابن حجر في الموضع السابق من "الإصابة": "وأما أبوه فلا أدري: هل له إدراك، أم لا؟ فإني لم أجد أحدًا ممن صنف في الصحابة ذكره، وأخلق به أن يكون أدرك العهد النبوي" ا هـ. والذي يظهر - واللّه أعلم - أن رواية يزيد بن هارون هذه خطأ منه أو من حماد أو ممن دون يزيد، والصواب ما رواه ابن المبارك عن حماد؛ لأن إبراهيم بن =