ولم يكن هذا الأمر هينا فالمؤلف يذكر شيوخه وبعض الأسماء بصيغ مختلفة، فيذكرهم بكناهم وشهرتهم تارة، وينسبهم إلى أحد أجدادهم البعيدين تارة أخرى فهو يقول مثلا:«أحمد بن محمد بن بقي» ويريد به: «أحمد بن محمد ابن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي»، ويقول:«أحمد بن عمر» ويريد به «أحمد بن محمد بن عمر» ويقول: «علي بن خلف الفقيه القابسي»، وإنما هو:«علي بن محمد بن خلف»، ويقول:«دعلج بن عبد الرحمن»، وإنما هو:«دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن»، وهلم جرّا.
وقد انقلبت على الناسخ الكثير من الأسماء استطعنا بحمد الله ومنه كتابتها على الصواب بعد التدقيق والمراجعة.
ولا أراني بحاجة إلى ذكر ما عانينا في ضبط هذا النص المضطرب، وتفصيله لإظهار دلالاته ومعانيه، من وضع الفواصل والنقط وبداية الفقرات.
وقد رأيت أن أضع أرقاما مسلسلة لأسماء الكتب والأجزاء التي قرأها المؤلف على شيوخه أو أجازوه بها، وجعلت اسم المؤلف بخط غامق إظهارا له، ووضعت أرقام أوراق النسخة الخطية في حاشية الكتاب مع إشارة بخط مائل في داخل النص لإظهار بداية الصفحة، ورمزت لوجه الورقة الخطية بالحرف «أ» ولظهرها بالحرف «ب»، تمكينا للقارئ العالم من المراجعة عند الضرورة.
ويلاحظ القارئ أننا كتبنا الأسماء بالإملاء الحديث، ونسّاخ المخطوطات في تلك الأعصر يستعملون صيغا في الكتابة غير مستعملة في عصرنا فلا بد من تغييرها. ويلاحظ أيضا أننا كتبنا الأسماء المنتهية ب «ويه» على طريقة المحدّثين وليس على طريقة النّحويين، فالمحدّثون يضبطون «نفطوية» بضم الطاء وسكون الواو وفتح الياء آخر الحروف واعتبار الهاء تاء مربوطة، أما