كتاب فهرسة ابن خير - ت بشار

ومن سائر كتب الحديث من منثور وغير ذلك - ٢٥٩. جزء فيه: أحاديث المعمر علي بن عثمان بن خطاب. - ص: 218

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا أعرض / الله عن العبد، ورثه الإنكار على أهل الديانات» (١)، وهذا الحديث لم يقع في هذه القطعة المتقدّمة وإنما كتبته ليستدل علي أنّ هذا المعمّر أخذ عنه الناس؛ وسمعت من يذكر أنّه دخل الأندلس ودخل قرطبة؛ وقد ذكر أبو عبد الله محمد بن سعيد بن نبات أنّه سمع أبا بكر محمد بن عمر ابن القوطية يذكر أنّ الحكم بن عبد الرحمن المستنصر بالله، رحمه الله امره بلقيه إذا جاء قرطبة، فاجتمعت به في المسجد الذي كان فيه أبو القاسم إسماعيل بن إسحاق الطّحّان إماما، فلما دخلت على باب المسجد وهو جالس في محرابه وهو مقابل الباب وقد امتلأ المسجد بالنّاس، فقيل له: هذا الفقيه، فلما رآني وكان لباسي حبيبة أرجوانية، وفي رأسي أقيرف أغبر، وفي رجلي حذاء حلفا، سمع وهو يقول: هاكدا - بالدال غير معجمة - كان الفقهاء؛ فسألته عن مغازي عليّ رضي الله عنه وغير ذلك من الأخبار مما كان في ذلك العصر، فأخبرني بها كما كانت، فعجبت من ذلك؛ وكتبت مما سألته عنه وأجابني دّفترا حتى سأل عنه الحكم وأرسل إليّ فيه الرّصافي وابن وافد، فأرسلت به إليه بعد أشهر؛ وتردّد الرجل وأقام، فلما لم يرفع به رأسا خرج وجاز البحر فحينئذ افتقده وسأل عنه وقد فات، انتهى كلام [ابن القوطية] (٢).

وحدثني بحديث المعمّر هذا الحاج أبو حفص عمر بن إسماعيل، قراءة مني عليه وكتبته من أصل كتابه، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي سماعا عليه، قال: أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد ابن الحسن الطّوسي، قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد القادسي، قراءة عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد

---

(١) كذلك.
(٢) بياض في الأصل، وما بين الحاصرتين منا، مستفاد مما تقدم.