وقال الحافظ في التلخيص (٣/ ٣٥): "وأما رواية التراد فرواها مالك بلاغًا عن ابن مسعود، ورواها أحمد والترمذى وابن ماجه بإسناد منقطع". وكأنه يشير إلى الانقطاع بين القاسم بن عبد الرحمن وبين جدّه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، لكن الحديث قد جاء موصولًا عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود رضى الله عنه، أخرجه أبو داود في سننه في كتاب البيوع برقم (٣٥١٢)، والبيهقى في السنن الكبرى (٥/ ٢٥٠) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقد أعلّه البيهقى بقوله: "خالف ابن أبي ليلى الجماعة في رواية هذا الحديث في إسناده حيث قال: "عن أبيه" وفي متنه حيث زاد: "والمبيع قائم بعينه"، ورواه إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وقال فيه: "والسلعة كما هي بعينها"، وإسماعيل إذا روى عن أهل الحجاز لم يُحتج به، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وإن كان في الفقه كبيرًا، فهو ضعيف في الرواية لسوء حفظه وكثرة خطئه في الأسانيد والمتون ومخالفته الحفاظ فيها، وقد تابعه في هذه الرواية عن القاسم الحسن بن عمارة وهو متروك لا يُحتج به". اهـ. ولكن جاء للحديث متابعة جيدة عند الدارقطنى في سننه في كتاب البيوع (٣/ ٦٥)، فقد تابع ابن أبى ليلى عمر بن قيس الماصر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: "باع عبد الله بن مسعود سبيًا من سبى الإمارة بعشرين ألفًا من الأشعث بن قيس فجاء بعشرة آلاف فقال: إنما بعتك بعشرين ألفًا. قال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، وإنى أرضى في ذلك برأيك، فقال ابن مسعود: إن شئت حدثتك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: أجل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تبايع المتبايعان بيعًا ليس بينهما شهود فالقول ما قال البائع، أو يترادان البيع"، قال الأشعث: قد رددت عليك. وعمر بن قيس الماصر الكوفي قال عنه الذهبى في الميزان (٣/ ٢٢٠): فوثقه أبو حاتم وجماعة"، ووثقه ابن معين وأبو داود، وهذه متابعة جيدة. وقال الحافظ في التلخيص (٣/ ٣٥): "ورجاله ثقات إلا أنَّ عبد الرحمن اختُلف في سماعه من أبيه" وقد =