للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صحيح الجسم يستطيع أن يتوضأ هذا حكمه واضح يجب عليه أن يصلى كما أمر بالوضوء الشرعي أو الغسل لقدرته على امتثال ما أمر به.

ومثله أيضًا: القادر على الصوم، والقادر على الحج، وما أشبه ذلك يقابله مريض عاجز عن الآلة التي يؤمر بها، مثل إنسان مريض عادم للماء فإنه ينتقل إلى البدل، وهذا والحمد لله محل إجماع لأنه عاجز بأمرين:

١ - ببدنه ٢ - الآلة التي أمر بها.

[الحالة الثانية: قادر ببدنه عاجز عن الآلة المأمور بها]

إنسان صحيح الجسم ليس مريضًا لكنه عادم للماء، هذا أيضًا كالحالة التي قبلها ولا يؤمر بتحصيله لأنه في هذه الحالة غير مكلف به؛ لأنه غير واجد لما أمر به، فله أن ينتقل إلى البدل كما قلنا في الحالة الأولى.

[الحالة الثالثة: عاجز ببدنه، قادر على الآلة التي أمر بها]

هذه الحالة مثل إنسان ضعيف البدن لا يستطيع الركوب للحج مثلًا، أو مريض بمرض في الغالب لا يرجى برؤه، هذا إذا كان قادرًا بماله فإنه يلزمه الحج في ماله على الصحيح من قولي العلماء، كما هو قول جمهور أهل العلم؛ لأن الأدلة الواردة في هذا الباب صحيحة وصريحة، قال: "حج عن أبيك واعتمر" (١)، وحديث


(١) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (١٠/ ٤)، وأبو داود في سننه في كتاب المناسك، باب: الرجل يحجُّ مع غيره (٢/ ٤٠٢)، والترمذي في سننه كتاب الحج، باب: ما جاء في الحج عن الشيخ الكبير والميت (٣/ ٢٦٩) وقال عنه: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه في كتاب الحج، باب: وجوب العمرة (٥/ ٨٣)، =

<<  <   >  >>