فالمشقة تجلب التيسر، ويُعبَّر عنها أيضاً بلفظ آخر:"إذا ضاق الأمر اتسع" فكلما وُجد حَرَجٌ ومشقةٌ جاء التيسير والترخيص والتسهيل في هذه الشريعة في سائر أحكامها، بل شرع الله سبحانه تعالى أموراً تعين على تحقيق هذه العبارة، بل إنه لا قوام للإنسان ولا حياة له إلا بهذه الشريعة فرخص ويسَّر فيها سبحانه وبحمده، فله الحمد والشكر على ذلك لا نحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه سبحانه وتعالى.
والعبادات والأحكام قد يكون فيها شيء من المشاق كما قلنا، والمشاق أنواع:
١) مشاق لا تنفك عنها العبادة وهي مشقة يسيرة جداً، بل لا يمكن تحصيل ما أمر به الشارع إلا بهذه الأمور، فالصلاة مثلاً قد يقترن بها أمور، وقد يكون فيها شيء من المشقة مثل الوضوء فلابد من القصد إليه، ولابد من إمرار الماء على أعضاء الوضوء، وقد يكون فيه شيء من الحرّ أو شيء من البرد، فهذه مشاق لا تنفك عنها العبادة.
الصوم فيه شيء من المشقة من الانقطاع عن الطعام والشراب إلى غير ذلك فهذه مشاق لا تعتبر، ولا يجوز إسقاط التكاليف لأجل هذه المشاق.
٢) مشاق تنفك عنها العبادات غالباً، وهذه على أقسام:
أ) مشقة عظيمة جداً: مثل من أراد قصد الصلاة وكان في طريقه سبع وخشى أن يفترسه، أو خشي من إنسان أن يقتله فهذا لا شك أن القصد إليها ليس بواجب؛ لأنها مشقة عظيمة، فأسقط الشارع هذا الوجوب لأجل هذه المشقة.
فهذه المشقة تنفك عنها العبادات، والإنسان يَسْلَم فيها في الغالب، لكن لو