للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك قالوا في مسألة أعمال الإيمان من التوحيد والصلاة والصيام وأعمال البِّر من الذكر وما أشبه ذلك، التي ذكروا أنها مصالح خالصة وأنها لا مفسدة فيها بوجه من الوجوه.

قال كثير من أهل العلم إنه ليست مصالح خالصة من كل وجه بل هى مصالح راجحة، وقالوا: إن ما يقترن بالعبادات وما يسبقها من الاستعداد لها من المشقة والتعب وإن كان يسيراً في التقدير فإنه نوع مشقة ونوع تعب يسلبها مسمى الخلوص في باب المصلحة، فإن هذا لا شك أن فيه تعباً ومشقةً، وإن كانت يسيرة، وإن كان الذي يأتي بالعبادة، وتتروض نفسه بالعبادة يحبها ويأنس بها لكن مع ذلك لابد أن يكون هناك شيء من المشقة، ولأجل هذا قال عليه الصلاة والسلام: "حُفّت الجنة بالمكاره" (١).

فجعل الأعمال الصالحة جميعها مكاره، وقال في حديث أبي هريرة: "فذلكم الرباط" (٢) عندما ذكر إسباغ الوضوء على المكاره أي في المكروهات في الأحوال


(١) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب صفة الجنة وصفة نعيمها وأهلها، من طريق حماد بن سلمة عن ثابت وحُميد عن أنس بن مالك رضى الله عنه. . . فذكره".
وأخرج له شاهداً آخر بعده من حديث أبي هريرة رضى الله عنه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بمثله. . . فدكره".
وأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقائق، باب حجبت النار بالشهوات (٩/ ١٦٥) من طريق أبى الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حُجِبت النار بالشهوات، وحُجِبت الجنة بالمكاره" (٤/ ٢٠٣٥).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الوضوء (١/ ١٥١) من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة رضى الله عنه به فذكره. . . ".

<<  <   >  >>