بعيد فيدقه, فيثور الروم إلى كاسر صليبهم فيقتلونه, ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون, فيكرم الله عز وجل تلك العصابة من المسلمين بالشهادة, فيقول الروم لصاحب الروم: كفيناك حد العرب, فيغدرون فيجتمعون للملحمة, فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً» قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تلخيصه.
والمقصود من هذا الحديث قول الروم لصاحبهم: كفيناك حد العرب, وأنهم يغدرون ويجتمعون للملحمة, وهذا يدل على أن الملحمة الكبرى تكون بين العرب وبين الروم, واسم العرب إذا أطلق فإنما يراد به سكان الجزيرة العربية لا غيرهم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ, فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم, فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم, فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً, ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله, ويفتح الثلث لا يفتنون أبداً فيفتتحون قسطنطينية, فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم, فيخرجون - وذلك باطل - فإذا جاؤا الشام خرج, فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم - فأمهم, فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء, فلو