وأما المصريون فقد تقدم ما ذكرناه عنهم من الافتتان بالقبور, ودعاء أهلها والالتجاء إليهم في طلب الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات, وأن البدع والخرافات وأنواع المعاصي والمنكرات كانت فاشية عندهم بكثرة, وأنهم نبذوا حكم الشريعة المحمدية وراء ظهورهم واعتاضوا عنها بالقوانين الوضعية التي هي من حكم الطاغوت والجاهلية, وأنهم افتتنوا بالاشتراكية الخبيثة, مع تمسكهم بالتقاليد الإفرنجية في كل جليل وحقير من أمورهم. إلى غير ذلك مما ذكرناه ولم نذكره مما يطول وصفه.
ومع هذا يقول المصنف عنهم إنهم على الحق, وإنهم الطائفة المنصورة.
ويقول في الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه إنه قرن الشيطان, وإنه نشر الفتنة, وإن النجديين هم قرن الشيطان. وهذا من قلب الحقيقة وعكس القضية في كل من الفريقين.
وما أشبه حال المصنف بالذين قال الله تعالى فيهم (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون).
الوجه السابع: أن المصنف قال عن العلماء إنهم كانوا يحملون الأحاديث الواردة في الخوارج على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى أصحابه. وهذا الكلام فيه إيهام وتلبيس على من جهل حال الشيخ محمد بن عبد الوهاب, كما أن فيه افتراء على علماء الدين وجوابه أن يقال: