ولقد ذكر عن بعض الصوفية أنهم كانوا يبتدئون الذكر بقول لا إله إلا الله, ثم يقتصرون على الاسم المفرد فيقولون الله الله, ثم يعدلون عن ذلك إلى المضمر فيقولون هو. هو ويزعمون أن الإتيان بلا إله إلا الله تامة هو ذكر العامة, وأن الاقتصار على الاسم المفرد هو ذكر الخاصة. وأن الاقتصار على الاسم المضمر هو ذكر خاصة الخاصة. وهذا من تلاعب الشيطان بهم, وفاعل هذا ينبغي زجره عنه, وإن أصر على المخالفة فينبغي أن يؤدب بما يردعه عن هذه البدعة, فإن الاقتصار على الاسم المفرد أو على المضمر ليس بذكر مشروع, وإنما هو من بدع الصوفية.
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: ومن هؤلاء من يرجح الاسم المفرد كقوله الله الله الله على كلمة الإخلاص التامة وهي قول لا إله إلا الله, ومنهم من يرجح ذكر المضمر وهو قول هو. هو أو يا هو على الاسم المظهر, وهذا كله من الغلط الذي سببه فساد كثير من السالكين حتى آل الأمر ببعضهم إلى الحلول والاتحاد. وكل ذكر علمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمته أو قاله إنما هو بالكلام التام لا بالاسم المفرد ولا بالمضمر انتهى.
والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بدلائل الخيرات بدعة أحدثها أهل الغلو والإطراء الذي نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله» متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.