ويدبر فيه. ومن كانت هذه حالهم فلا تستغرب خدمة أشباههم لهم وتعظيمهم إياهم.
وأيضاً فإن المستشرقين من علماء الإفرنج لا تخفى عليهم مخالفة الصوفية لدين الإسلام وبعدهم عنه, فهم لذلك يخدمون الصوفية ويعظمونهم, ويقيمون لهم الموالد وينفقون الأموال الكثيرة فيها ويشجعونهم عليها, يريدن بذلك إظهار الوثنية والبدع وأنواع المنكرات, وتوهين الإسلام والقضاء عليه كما قال الله تعالى (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
الوجه الرابع: أن أعظم المظاهر الإسلامية أركان الإسلام الخمسة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ولزوم طاعة الله تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في كل شيء.
ولم يكن المستشرقون يشجعون المسلمين على هذه الأمور, لأنها من أبغض الأشياء إليهم, وإنما كانوا يشجعون الطغام على ما يخالف الإسلام ويهدمه, من أنواع الشرك والبدع والمعاصي.
الوجه الخامس: من أعظم فضائل النجديين وأكبر مناقبهم محاربتهم للمظاهر الوثنية والبدع وسعيهم في القضاء عليها. وهذا المصنف المسكين قد ذكر أنهم يحاربون إقامة الموالد بمكة ويسعون في القضاء عليها, يريد بذلك ذمهم وعيبهم, ولا يدري أنه في الحقيقة مادح لهم ومثن عليهم بقمع البدع والمحدثات التي حذر منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبر أنها ضلالة.