من تعلم اللغات الإفرنجية واختلاف ألسن العرب بذلك, وأنه إنما بنى كلامه في هذا الفصل على كلمة محرفة.
الوجه الثاني: أن اختلاف ألسن بني آدم إنما كان بعد الطوفان قال علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلا معهم أهلوهم, وإنهم كانوا فيها مائة وخمسين يوما, وإن الله وجه السفينة إلى الجودي فاستقرت عليه, فهبط نوح إلى أسفل الجودي فابتنى قرية وسماها ثمانين, فأصبحوا ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة إحداها اللسان العربي, فكان بعضهم لا يفقه كلام بعض, فكان نوح عليه السلام يعبر عنهم.
فأما قول المصنف إن اختلاف الألسن موجود من يوم نشر الله نسل آدم في الأرض فهو قول لا دليل عليه, ويلزم عليه أن يكون بنو آدم لصلبه مختلفين في اللسان لكل واحد منهم لغة غير لغة أخيه, وهذا قول بعيد جدا بل ظاهر البطلان, والله أعلم.
الوجه الثالث: أن أساس الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, فمن أتى بها من عربي أو عجمي حكم بإسلامه ولو كان العجمي لا يعرف اللغة العربية. ولو كان الأمر على ما زعمه المصنف من أن أساس الإسلام اللغة العربية لما صح لأحد من الأعاجم إسلام حتى يتعلم اللغة العربية, وهذا قول معلوم البطلان بالضرورة.