وتارة يقولون مجنون, إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة, ويكذبون بالبعث والنشور والمعاد, ويقولون إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين.
قال قتادة ومجاهد: يرجمون بالظن لا بعث ولا جنة ولا نار. وذكر البغوي عن مجاهد أنه قال يرمون محمدا بالظن لا باليقين, وهو قولهم ساحر وشاعر وكاهن, قال ومعنى الغيب هو الظن لأنه غاب علمه عنهم. والمكان البعيد: بعدهم عن علم ما يقولون والمعنى يرمون محمدا من حيث لا يعلمون.
الوجه الثالث: أن التخاطب بواسطة التليفون والتلغراف ليس هو من القذف بالغيب كما توهمه المصنف, لأن القذف بالغيب هو القول بالظن والحدس من غير علم ويقين, والتخاطب بواسطة التليفون والتلغراف ليس كذلك, وإنما هو في الغالب مخاطبة عن علم ويقين بما يخاطب به المرء صاحبه, وهو في الحقيقة من المخاطبة مشافهة, وإن كان ذلك بواسطة الآلة الكهربائية.
ونشر الأخبار من الإذاعات هو من هذا الباب, إلا ما يذاع فيها من النشرات الجوية فهي من الرجم بالغيب, ,وكذلك ما يقال بلا علم ويقين فكله من القذف بالغيب.
قال الجوهري: الرجم أن يتكلم الرجل بالظن قال تعالى (رجما بالغيب). وقال الراغب الأصفهاني: ويستعار الرجم للرمي بالظن والتوهم نحو (رجما بالغيب) وقال الشاعر:
. . . . . . . . . . ... وما هو عنها بالحديث المرجم