قياماً على الرويجل الأسيود منكم, ما أمرهم بشيء فعلوه, وإن بها اليوم رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل» رواه الطبراني بإسنادين قال الهيثمي: رجال أحدهما رجال الصحيح غير نصر بن علقمة وهو ثقة. وقد رواه البيهقي بنحوه وزاد: قال أبو علقمة نصر بن علقمة سمعت عبد الرحمن بن جبير ابن نفير يقول: فعرف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمي, وكان على الأعاجم في ذلك الزمان, فكانوا إذا رجعوا من المسجد نظروا إليه وإليهم قياماً حوله, فيعجبون لنعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه وفيهم, ورواه ابن عساكر في تاريخه وثابت بن قاسم في الدلائل بنحوه وزادا - بعد قوله وكان على الأعاجم -: وكان أسود قصيراً, فكانوا يرون تلك الأعاجم وهم حوله قيام, لا يأمرهم بشيء إلا فعلوه, فيتعجبون من هذا الحديث.
وفي هذا الحديث والذي قبله رد لما ذهب إليه المصنف في معنى حديث عبد الله بن وراح رضي الله عنه, وان المراد به العصريون المتفرنجون الذين يلبسون القمص تحت الملابس الإفرنجية ويحلقون أقفيتهم تشبهاً بالكفار.
وفيهما أيضاً رد لقوله إن الوصف المذكور في حديث عبد الله بن وراح رضي الله عنه لم يكن موجوداً قبل وقتنا هذا, وأن من كان قبل هذا العصر لم يكن فيهم قوم محلقة أقفيتهم.