جاءتهم ريح فأماتتهم. رواه ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن أبي حاتم, وسياقه ظاهر فيما ذكرنا, وفيه رد لما زعمه المصنف في تأويل الآيات الست من أول سورة التكوير.
الوجه الثاني: أن ظاهر الآيتين الكريمتين وهما قوله تعالى (والبحر المسجور) وقوله تعالى (وإذا البحار سجرت) يدل على أن البحر نفسه هو الذي يسجر فيكون كله ناراً, وبحار الزيوت لم تسجر بالنار, وإنما يضرم ما يستخرج منها وهذا لا يكون تسجيراً لها. وعلى هذا فاستدلال المصنف بالآيتين على ما ذهب إليه لا وجه له, وهو استدلال في غاية البعد والتكلف.
الوجه الثالث: أن البحر إنما يسجر عند قيام الساعة, كما قاله أبي بن كعب رضي الله عنه وغيره. وقيل: إنه يسجر يوم القيامة روي ذلك عن علي وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعبيد بن عمير وغيرهم. وهذا يرد ما زعمه المصنف من أنها قد سجرت الآن.
الوجه الرابع: أن البحر الذي يسجر عند قيام الساعة أو يوم القيامة هو البحر الذي على وجه الأرض, وقد تقدم ما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه في ذلك وروى ابن أبي حاتم عن شيخ من بجيلة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ويبعث الله ريحاً دبوراً فيضرمها ناراً. قال ابن كثير: وكذا قال عامر الشعبي وهذا يرد ما زعمه المصنف في بحار الزيت.
الوجه الخامس: أنه لم يؤثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمى البترول