أحدهما: أن حديث عبد الله بن الحارث بن جزء ضعيف جداً لأن في إسناده «حسان بن غالب» قال الدارقطني ضعيف متروك, وكذا قال الذهبي والهيثمي أنه متروك, وذكره ابن حبان فقال: شيخ من أهل مصر يقلب الأخبار, ويروي عن الأثبات الملزقات لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار.
وفيه أيضاً «ابن لهيعة» , وهو ضعيف. وعلى هذا فليس هذا الحديث بشيء ولا يعتد به.
الوجه الثاني: لو قدرنا صحة هذا الحديث فهو عام لسلاطين الفتن في هذا الوقت ولم كان قبلهم من زمان بني أمية إلى يوم القيامة وليس فيه ما يدل على تخصيص أهل هذا العصر بذلك.
وأما استدلال المصنف على ما ذهب إليه بقوله على أبوابهم كمبارك الإبل, وأن هذا وصف السيارات ومواقفها على أبواب ملوك الوقت فهو استدلال في غاية البعد والتكلف, إذ ليس بين الإبل وبين السيارات شيء من المشابهة.
وأيضاً فإنه قال في الحديث «الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل» والمبارك: آثار الإبل في الأرض لا أجسام الإبل والمعنى أن الفتن على أبوابهم كثيرة تشبه في كثرتها آثار الإبل التي تناخ عند أبوابهم. ولو كان الأمر على ما ذهب إليه المصنف لقال على أبوابهم كالإبل البروك أو الإبل المناخة.