أحدها: أن المراد بانكدار النجوم طمسها وانتشارها على وجه الأرض كما سيأتي بيانه, وليس المراد به ما ذهب إليه المصنف من اختفائها عن الأبصار بسبب الأنوار الكهربائية, فإن ذلك لا يكون طمسا لها فضلا عن الانكدار. واستدلال المصنف بالآية على ما ذهب إليه لا وجه له؛ وهو من تأول القرآن على غير تأويله.
الوجه الثاني: أن طمس النجوم وانكدارها إنما يكون يوم القيامة, قال الله تعالى:(فإذا النجوم طمست. وإذا السماء فرجت. وإذا الجبال نسفت. وإذا الرسل أقتت. لأي يوم أجلت. ليوم الفصل. وما أدراك ما يوم الفصل) وقال تعالى: (إذا الشمس كورت. وإذا النجوم انكدرت).
قال البغوي في تفسيره (وإذا النجوم انكدرت) أي تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض, يقال انكدر الطائر إذا سقط عن عشه, قال الكلبي وعطاء: تمطر السماء يومئذ نجوماً فلا يبقى نجم إلا وقع.
وقال ابن كثير في تفسيره (وإذا النجوم انكدرت) أي انتثرت كما قال تعالى (وإذا الكواكب انتثرت). وأصل الانكدار: الانصباب, وقال الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ست آيات قبل يوم القيامة, بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس, فبينما