الوجه الخامس: من فساد تصور المصنف جعله تجديد الدين ونشر السنة في البلاد النجدية نشراً للفتنة فيها. وهذا شأن أهل البدع الذين نكست قلوبهم فصاروا يرون الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق, عياذاً بالله من عمى البصيرة.
الوجه السادس: من عجيب أمر المصنف حكمه للمصريين بالإيمان, وأنهم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة, كما تقدم ذكر ذلك - وحكمه على الإمام المجدد للدين بأنه قرن الشيطان, وأنه نشر الفتنة, وتسميته للنجديين بالقرنيين. ولا يخفى على من له أدنى علم ومعرفة أن الأمر في كل من الفريقين بالعكس مما قال فيه.
فأما الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه فإنه قام بالدعوة إلى الله تعالى أتم القيام, فجعل الله تعالى في قيامه أعظم البركة, وجدد الله به دين الإسلام بعد اندراسه, ونشر به السنة في أرض الجزيرة العربية وغيرها وقمع به البدعة, وطهر به بلاد نجد من أمور الجاهلية.
وكذلك كان أولاده وأحفاده وتلاميذه, وتلاميذ أولاده وأحفاده, وغيرهم من علماء نجد الأعلام, فكلهم كانوا على الصراط المستقيم والمنهج القويم, يدعون إلى الله تعالى على بصيرة ويجاهدون أهل الشرك والبدع وكتبهم ورسائلهم شاهدة بما ذكرته عنهم.