من المصريين الآن على ما يأمر به الإيمان ويقتضيه وجدنا بينهم وبين الإيمان كما بين المشرق والمغرب, بل أبعد من ذلك بكثير.
الوجه الثاني: أن الطائفة المنصورة هي الفرقة الناجية من الثلاث والسبعين فرقة, وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفرقة الناجية من هم؟ فقال:«هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» , وهذا يدل على بعد المصريين عن وصف الطائفة المنصورة غاية البعد, وذلك لمخالفتهم لمنهاج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعدهم عما كان عليه هو وأصحابه غاية البعد.
وبيان ذلك من وجوه:
١ - أحدها: أن الله تعالى بعث رسوله ? بالتوحيد, وأمره بمحق الأوثان وجميع المعتقدات التي يتعلق بها المشركون من دون الله تعالى. وقد خالف المصريون هذا فغلوا في القبور غلواً عظيماً, واتخذوا كثيراً منها أوثانا تعبد من دون الله, ولا سيما مشهد البدوي ومشهد الحسين والرفاعي والدسوقي والحنفي ونفيسة وزينب وأمثالهم من المعتقدين المعبودين من دون الله.
وقد رأيت في بعض الصحف المصرية منذ سنوات أن الزوار للبدوي في يوم مولده بلغوا خمسمائة ألف تقريباً, وأنه تزوج في ذلك المجمع عشرة آلاف تقريباً, وختن فيه من الأطفال أكثر من ذلك, يرجون بذلك البركة من البدوي. وهذا هو نفس ما بعث النبي ? بمحقه ومجاهدة أهله.
ولولا خشية الإطالة لذكرت كثيراً مما يفعله المصريون عند