وكذلك كانت فتنة بني العباس ودعاتهم في العراق وخراسان وكذلك فتن الأهواء المضلة فكلها ظهرت أول ما ظهرت بأرض العراق كفتنة الخوارج, والرافضة, والقدرية, والمرجئة, والمعتزلة؛ والجهمية.
ثم انتشرت بعد ذلك في أرجاء الأرض.
ولم يزل العراق موضع هرج وفتن في الدين وآخر ذلك فتنة المسيح الدجال, وهي أعظم فتنة تكون على وجه الأرض.
وقد جاء في بعض الأحاديث أنه يخرج من العراق.
وفي بعضها أنه يخرج من خراسان.
وعلى هذا فيحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد بقوله قرني الشيطان أول الفتن وآخرها وما بين ذلك من الفتن العظيمة.
ويحتمل أنه أراد بذلك فتنة الهرج وفتنة الأهواء المضلة. والله أعلم بمراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... هنا إضافة بخط اليد لم تفهم ...
الوجه الثاني: أن المصنف أراد بطلوع قرن الشيطان بنجد ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه. وقد سمى أهل نجد بالقرنيين في صفحة (٥٠ و ١٢٧) من كتابه.
وهذا من البهتان والإثم المبين, لكونه وصفهم بصفة ذميمة لم ترد فيهم, وإنما وردت في غيرهم. وقد قال الله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً).